جمعية فقر الدم المنجلي بالقطيف
كتبه؛ جعفر الحمادي
القطيف – خاص
في خطوة غير مسبوقة تعكس روح التعاون بين القطاع الصحي الحكومي والجمعيات الأهلية، استضاف مستشفى الأمير محمد بن فهد لأمراض الدم الوراثية بالقطيف اجتماعاً رفيع المستوى بدعوة كريمة من سعادة كبير الأطباء بالمستشفى الدكتور مازن الزائر، وحضور سعادة رئيس جمعية فقر الدم المنجلي بالقطيف الدكتور عبد الله النمر.
حضر الاجتماع كل من:
الدكتور أنور بن محمد آل موسى، رئيس قسم الطوارئ وصاحب المبادرة.
الدكتور عبد الله الزايد.
الدكتورة هناء الجليح.
الأستاذ جواد المزين، مدير إدارة التمريض.
الأستاذة زينب المزين، مديرة إدارة تجربة المريض.
الأستاذ جعفر الحمادي، عضو مجلس إدارة الجمعية.
رحّب الدكتور مازن الزائر بالحضور وأشاد بالدور المجتمعي الكبير الذي تقوم به الجمعية، مؤكداً حرص المستشفى على تعزيز الشراكة معها لخدمة أبناء القطيف، خاصة مرضى فقر الدم المنجلي الذين يواجهون تحديات يومية.
من جانبه، أوضح الدكتور أنور آل موسى أن هذا اللقاء يأتي لتفعيل خارطة طريق مشتركة بين المستشفى والجمعية، مشيراً إلى أن المستشفى شكّل بالفعل لجنة متعددة التخصصات لإدارة الألم المزمن لدى مرضى فقر الدم المنجلي بقيادة الدكتور محمد الزائر، تقدم الدعم العلاجي والنفسي والوقائي، وتعمل على تقليل ومنع الآثار الانسحابية للمسكنات وتأهيل المرضى مجتمعياً.
كما أكد الدكتور أنور آل موسى أن استراتيجية الدعم المجتمعي المنشورة بمنصة مرضى فقر الدم المنجلي تركز على بناء شبكات دعم مجتمعية قوية، مع التركيز على التعليم الذاتي، والدعم النفسي، والشراكات المؤسسية، وأضاف أن هذه الاستراتيجية المبنية على مبدأ "المريض أولاً"، تحول التحديات اليومية إلى فرص تمكين، مما يساهم في حياة أطول وأكثر إنتاجية للمرضى وعائلاتهم.
وأضح الدكتور أنور آل موسى أن أهداف الخطة الرئيسية يمكن إجمالها في عدة نقاط:
التعليم والإدارة الذاتية: ورش عمل حول إدارة الألم والتغذية، برامج دعم أقران، وتكييف التعليم في المدارس لتلبية احتياجات الطلاب المصابين.
الدعم النفسي والاجتماعي: حملات توعية لمكافحة الوصمة، شراكات مع متخصصي الصحة النفسية، وخدمات عن بعد للمناطق النائية.
الوصول إلى الموارد: دليل شامل للخدمات الاجتماعية، تسهيلات تعليمية ومهنية مثل خطط دعم ذوي الاحتياجات الخاصة وبرامج التعليم الفردي.
المشاركة المجتمعية: فعاليات توعية، مجلس استشاري يضم المرضى، وتدريب على الدفاع عن الحقوق.
التدريب المهني: برامج لأخصائيي الرعاية الصحية، واجتماعات متعددة التخصصات لدمج الدعم الطبي والاجتماعي.
وأشار أيضاً أن الخطوات التنفيذية ستبدأ بتشكيل لجنة توجيهية تشمل المرضى والأطباء والقادة المجتمعيين، تليها تقييم احتياجات عبر مسوحات ومقابلات. ثم يأتي وضع خطة عمل مدعومة بتمويل من منح وشراكات، مع تنفيذ منهجي يشمل برامج عملية، ومراقبة دورية بمقاييس مثل عدد المشاركين وزيادة المعرفة، بالإضافة إلى شهادات التحسن من المرضى أنفسهم.
كما عقب على دور التعاون المؤسسي؛ وأن الخطة في جوهرها تعتمد على شراكات استراتيجية مع المستشفيات، والمنظمات المجتمعية، والمدارس، والجمعيات الدينية، لتجنب التكرار، وتعظيم التأثير، مع إشراك صناع السياسات لتحسين الرعاية والموارد المتاحة.
وختم مداخلته بأن الفوائد المتوقعة من هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى تحسين جودة الحياة، من خلال تمكين المرضى لإدارة أعراضهم بفعالية، تقليل الضغوط النفسية والاجتماعية، وزيادة الوصول إلى الدعم العملي. هذا يعزز الصمود، يقلل الفجوات الصحية، ويفتح آفاقاً لإنجازات شخصية، مدعوماً بقصص نجاح حقيقية تلهم المجتمع بأكمله؛ فهذه الاستراتيجية تمثل نموذجاً يمكن تبنيه محلياً، على مستوى المنطقة الشرقية، لدعم مرضى المنجلي في رحلتهم نحو حياة أفضل.
وخلال الاجتماع، قدّم الأستاذ جعفر الحمادي، باسم شريحة واسعة من المرضى فقر الدم المنجلي، ورقة عمل احترافية تضمنت 15 نقطة رئيسية تعكس المعاناة اليومية التي يواجهها المرضى في قسم الطوارئ، منها:
تأخير تقييم الحالة رغم خطورة أزمات الألم.
التشكيك في شكوى المريض أو حساسيته المثبتة طبياً.
نقص تدريب بعض الكوادر على التعامل مع أوردة المرضى الصعبة.
غياب مقياس موضوعي لتقييم شدة الألم.
نظرة سلبية لبعض مقدمي الرعاية تربط بين تكرار الزيارات والإدمان
وأكد الحمادي أن هذه الملاحظات ليست شكاوى فحسب، بل صرخة إنسانية من مرضى يستحقون رعاية كريمة وسريعة ومهنية.
وقد اتفق الحاضرون بالإجماع على تعيين الأستاذ جعفر الحمادي متحدثاً رسمياً باسم مرضى فقر الدم المنجلي، وجسر تواصل دائم بين المرضى وإدارة المستشفى، كما تقرر عقد اجتماع موسّع خلال الأسبوعين القادمين لوضع خطة تنفيذية سريعة تشمل:
تشكيل اللجنة المشتركة وتسميتها ومراجعة الاستراتيجية المقترحة وإقرارها.
تدريب مكثف لكوادر الطوارئ.
تفعيل بروتوكولات واضحة لإدارة الألم.
تحسين تجربة المريض وتقليل زمن الانتظار.
تفعيل برامج تثقيف المريض، وصياغة توقعاته وتصوراته عن مقدمي الخدمة بما يتوافق مع واقع الخدمة والإمكانيات.
تعزيز التنسيق في الملفات الأربعة الرئيسية؛ وهي بطاقة المريض، والتحول في حياة المريض، والملف المدرسي، والملف الوظيفي.
واختتم اللقاء بتأكيد الطرفين أن هذه الشراكة تمثل نقلة نوعية في مستوى الرعاية المقدمة لمرضى فقر الدم المنجلي بمحافظة القطيف، وأن صوت المريض أصبح اليوم شريكاً فعلياً في تطوير الخدمات الصحية، وأضاف كذلك كل من الدكتور مازن الزائر والدكتور عبدالله النمر أن المستشفى والجمعية يدعوان كافة أهالي القطيف لدعم هذه المبادرة المجتمعية، ويؤكدان أن "صحة أبنائنا وكرامتهم خط أحمر" لا يمكن التفريط فيه.