التمريض هم الرابط الذي يجمع فنون الرعاية الصحية ...
هنا يلتقي العلم بالروح والجسد ...
سيتلقى المريض كامل عمليات العلاج بأيدي التمريض المدرب، تحت الإشراف الطبي
دور التمريض هو العامود الفقري في المنطقة العلاجية
التمريض هو الضامن للمعايير في كامل العمليات العلاجية
يُعتبر التمريض في قسم الطوارئ ركيزة أساسية في تقديم الرعاية الصحية، خاصةً عند التعامل مع حالات معقدة مثل هجمة الألم الحاد الناتجة عن فقر الدم المنجلي.
هؤلاء الممرضون، الذين يُطلق عليهم كثير من الأدبيات العالمية "ملائكة الرحمة"، يقدمون جهودًا بطولية تمتزج فيها المهارة التقنية بالعطف الإنساني.
في هذا المقال، نسلط الضوء على دورهم من لحظة وفود المريض في قسم الطوارئ حتى قرار الطبيب بإخراجه سالماً لبيته أو إدخاله إلى المستشفى، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة والجوانب التي قد لا يلاحظها الكثيرون.
استلام المريض ووضعه على السرير
تبدأ رحلة الرعاية عند وصول المريض إلى قسم الطوارئ، حيث يكون الممرض هو أول من يستقبله، وفي حالة مريض يعاني من هجمة ألم حاد بسبب فقر الدم المنجلي، غالبًا ما يكون المريض في حالة من الألم الشديد، القلق، أو حتى الخوف. يقوم الممرض بتقييم الحالة الأولية بسرعة ومهنية عالية، مع التركيز على تهدئة المريض نفسيًا من خلال كلمات مطمئنة ونبرة هادئة. يتم نقل المريض إلى السرير بعناية، مع ضمان راحته الجسدية قدر الإمكان، حيث يتم تعديل وضعية السرير أو توفير وسائد إضافية إذا لزم الأمر.
خلال هذه المرحلة، يبدأ الممرض في جمع المعلومات الحيوية مثل التاريخ الطبي، الأعراض الحالية، وشدة الألم باستخدام مقاييس مثل مقياس الألم (Pain Scale). هذه المعلومات تُنقل بدقة إلى الطبيب لتسهيل عملية التشخيص. في الوقت ذاته، يقوم الممرض بمراقبة العلامات الحيوية (مثل ضغط الدم، النبض، معدل التنفس، ومستوى الأكسجين في الدم) للتأكد من استقرار الحالة.
تنفيذ الخطة العلاجية
بعد أن يضع الطبيب الخطة العلاجية بناءً على تشخيص هجمة الألم الحاد الناتجة عن فقر الدم المنجلي، يتولى الممرض تنفيذها بدقة وسرعة. تشمل الخطة عادةً إعطاء السوائل الوريدية لتحسين التروية، وإدارة الأدوية المسكنة للألم مثل المورفين أو الهيدرومورفون، وأحيانًا الأكسجين الإضافي إذا كانت هناك علامات نقص في التنفس.
إدارة الأدوية
الممرضون يلعبون دورًا حاسمًا في إعطاء الأدوية بأمان. يتأكدون من الجرعة الصحيحة، ويتابعون استجابة المريض للدواء، مع مراقبة أي آثار جانبية محتملة مثل انخفاض ضغط الدم أو تباطؤ التنفس. هذه المهمة تتطلب مهارة تقنية عالية، حيث يجب أن يتم تركيب الإبرة الوريدية بدقة، خاصة إذا كان المريض يعاني من أوردة هشة نتيجة الحالة المزمنة.
الرعاية الشاملة
بالإضافة إلى الجوانب التقنية، يقدم الممرضون دعمًا نفسيًا وعاطفيًا. فالمريض الذي يعاني من فقر الدم المنجلي غالبًا ما يكون قد مر بتجارب متكررة من الألم الحاد، مما قد يؤدي إلى الإحباط أو اليأس. هنا يظهر دور الممرض كمستمع جيد ومصدر دعم، حيث يوفر كلمات التشجيع، يشرح الإجراءات بطريقة بسيطة، ويطمئن المريض بأن الفريق الطبي يعمل على تخفيف معاناته.
مراقبة دقيقة وتسجيل التغيرات
طوال فترة بقاء المريض في الطوارئ، يواصل الممرضون مراقبة حالته عن كثب. يسجلون التغيرات في العلامات الحيوية، مستوى الألم، واستجابة المريض للعلاج. هذه السجلات ليست مجرد روتين إداري، بل هي أداة حيوية تساعد الطبيب على تقييم فعالية العلاج واتخاذ قرارات لاحقة، مثل تعديل الجرعات أو إضافة علاجات إضافية.
الجوانب الخفية للرعاية
هناك جوانب من عمل الممرضين قد لا يراها المريض أو ذووه، لكنها حاسمة في نجاح الرعاية:
التنسيق بين الفريق الطبي: الممرضون هم حلقة الوصل بين الطبيب، الصيدلية، والمختبر. يتأكدون من وصول الأدوية في الوقت المناسب، ويتابعون نتائج الفحوصات المخبرية مثل تعداد الدم أو وظائف الكلى، التي قد تؤثر على خطة العلاج.
إدارة الوقت تحت الضغط: قسم الطوارئ بيئة سريعة الإيقاع، حيث يتعامل الممرضون مع عدة مرضى في وقت واحد. رغم ذلك، يحرصون على تخصيص وقت كافٍ لكل مريض، مع الحفاظ على هدوئهم المهني.
الوقاية من المضاعفات: في حالة فقر الدم المنجلي، قد تحدث مضاعفات مثل متلازمة الصدر الحادة أو العدوى. الممرضون مدربون على اكتشاف العلامات المبكرة لهذه المضاعفات من خلال مراقبتهم الدقيقة، مما يسمح بالتدخل المبكر.
التحضير للخروج أو الإدخال إلى المستشفى
عندما يقرر الطبيب إما إخراج المريض أو إدخاله إلى المستشفى، يتولى الممرضون إتمام هذه العملية بسلاسة. إذا كان القرار هو الخروج، يقدم الممرض تعليمات واضحة للمريض وذويه حول كيفية إدارة الألم في المنزل، مواعيد الأدوية، ومتى يجب العودة إلى الطوارئ. كما يوفرون وثائق الخروج ويجيبون على أي استفسارات لضمان فهم المريض للخطة.
أما إذا كان القرار هو الإدخال إلى المستشفى، يقوم الممرض بتجهيز المريض للنقل إلى الجناح المناسب، مع ضمان استمرارية الرعاية من خلال نقل المعلومات الطبية إلى فريق التمريض في القسم الجديد. هذا التنسيق يضمن عدم انقطاع العلاج أو الرعاية.
خاتمة
إن دور الممرضين في قسم الطوارئ يتجاوز مجرد تنفيذ التعليمات الطبية، إنهم يجمعون بين الخبرة العلمية والإنسانية العميقة، مقدمين رعاية شاملة تشمل الجسد والنفس، وفي حالة مريض فقر الدم المنجلي، يواجه الممرضون تحديات معقدة تتطلب سرعة، دقة، وتعاطفًا لا نهائيًا. هؤلاء "ملائكة الرحمة" يعملون في صمت خلف الكواليس، لكنهم بلا شك أبطال الرعاية الصحية، حيث يتركون بصمة إيجابية في حياة كل مريض يمرون به.
كانت إحدى المرافقات، وهي كاتبة صحفية مرموقة، تجلس بجانب ابنها المريض في المنطقة العلاجية بقسم الطوارئ بالسرير رقم 3، كانت تتنفس الصعداء بعد أن هدأت عاصفة الألم التي ألمت بابنها، وتحمد الله كثيراً أن يسر سرعة العلاج ووصولها في وقت لم تكن الطوارئ مزحومة في ساعات الفجر الأولى مع قرب أذان الفجر ...
وبينما هي كذلك؛ إذا دخل شاب على السرير 4، كان يتألم بشدة، ويصرخ في التمريض، ويسأل النجدة من شدة ما يعاني، وكالعادة هرع الجميع لمساعدته، وفي دقائق كانت الخطوط الوريدية مفتوحة، والعينات الدموية مسحوبة ومرسلة للمختبر، والسوائل تجري في وريد المريض، والأدوية بالحقن العضلية تمت، والأدوية الوريدية معلقة مربوطة بأوردة المريض، هدأ المريض في نصف ساعة، لكن ظل المريض يبدي امتعاضه من فترة لأخرى، ويطلب جرعات أعلى من المواد المسكنة ... نادى التمريض الطبيب عدة مرات، وفي كل مرة يأتي الطبيب ويشرح له أن الجرعات في حدها الأعلى تم حقنها له، وأن من الخطورة أن نزيد عن هذا الحد، وتحتاج الأدوية والخطة العلاجية إلى وقت لتصل إلى كامل تأثيرها، وعلى الرغم من تكرار عودة الطبيب إليه، ظل المريض يتأفف من التمريض والطبيب ومستوى الخدمة، وأنهم لا يقدمون الخدمة كما ينبغي، وربما تجاوز في ألفاظه ... الكل كان يردد المريض على حق، وإن كانت شكواه وامتعاضه تفتقر للفهم الكامل لحالته، وظروف العمل، وما هي إلا ساعات وتم دخول المريض للأجنحة ...
أخذت الكاتبة الصحفية المرموقة قلمها، بعد أن شاهدت كل شيء، وسمعت كل شيء، وأدركت كل شيء ... وكتبت هذه الرسالة الجميلة، إلى ذلك المريض المسكين؛ ....
كتبت تقول .....
(في لحظات الألم العميق، عندما يصل مريض فقر الدم المنجلي إلى قسم الطوارئ، يحمل في قلبه أملًا كبيرًا بأن يجد الراحة والشفاء. الانتظار في صالة الطوارئ، بينما الألم يعتصر الجسد، قد يجعل المريض يشعر بأن الرعاية ليست بالسرعة أو الكفاءة التي يتوقعها. لكن في هذه اللحظة، دعنا نتوقف لنتأمل في دور الممرضات، هؤلاء "الملائكة في زي التمريض"، الذين يعملون بلا كلل رغم الضغوط الهائلة وقلة الموارد.
أخي المريض العزيز، نفهم ألمك وقلقك. الألم الذي تشعر به ليس مجرد وخز في الجسد، بل هو صرخة داخلية تطالب بالراحة الفورية. توقعاتك الكبيرة للرعاية الفورية والشاملة مشروعة، فأنت تبحث عن الأمل والشفاء في أصعب لحظاتك. لكن دعنا نلقي الضوء على "نبض الرعاية الصحية"، الممرضات، اللواتي يمثلن "الجسر بين الطب والإنسانية". إنهن يواجهن ضغوطًا هائلة، من أعداد المرضى الكبيرة إلى الموارد المحدودة، ومع ذلك يظللن "القوة الهادئة وراء كل شفاء".
في قسم الطوارئ، حيث الزمن يبدو وكأنه يتباطأ بينما الألم يتسارع، الممرضات هن "الأيدي التي تشفي والقلوب التي تهتم". قد لا ترى دائمًا جهودهن المضنية خلف الكواليس: فهن يرتبن الأولويات بسرعة، يتابعن حالات متعددة في وقت واحد، ويحاولن تقديم "فن الرعاية" لكل مريض. إنهن "حراس الأمل"، يعملن في ظل ظروف صعبة، حيث الموارد قد لا تكفي، والوقت يضغط، والطاقة تُستنزف. لكنهن، رغم كل ذلك، يظللن "تجسيدًا للطف"، يقدمن لمسة إنسانية تحمل في طياتها الأمل.
عندما تشعر بالإحباط لأن الرعاية لم تصل بالسرعة التي تتوقعها، تذكر أن الممرضات هن "المحاربات الصامتون للشفاء". إنهن يواجهن ضغوطًا لا تُحصى، من إدارة حالات حرجة إلى التعامل مع مشاعر المرضى وذويهم. إنهن "الرابط الذي يجمع الرعاية الصحية"، يعملن بلا توقف لضمان أن يحصل كل مريض على حقه في العلاج. قد لا تكون لديهن دائمًا الموارد الكافية، لكن قلوبهن مملوءة بالرحمة، وأيديهن تمتد لتقديم "لغة عالمية للرعاية".
أخي المريض، في لحظات الألم، قد تشعر أن العالم يقف ضدك. لكن الممرضات، "النور في اللحظات الأكثر ظلمة"، موجودات ليمنحنك الأمل. إنهن "الأبطال المجهولون في المستشفى"، يعملن بصمت لضمان راحتك. عندما ترى ممرضة تتحرك بسرعة بين المرضى، أو توقف لتتحقق من حالتك، أو حتى تمنحك ابتسامة دافئة، تذكر أنها تحمل في قلبها "روح المستشفى". إنها تقدم "الشفاء بالقلب"، حتى لو كانت الموارد محدودة أو الوقت ضيق.
دعنا نلتمس العذر لهؤلاء "الأيدي التي تملك الأمل". إنهن يواجهن تحديات يومية تفوق الوصف، لكنهن يظللن "العمود الفقري للرعاية". في كل لمسة يقدمنها، وفي كل كلمة طيبة، هن يمارسن "الرحمة في العمل". إنهن لسن مجرد ممرضات، بل "القوة التي تغير حياة المرضى"، يزرعن بذور الأمل حتى في أصعب الظروف.
أخي المريض العزيز، أنت لست وحدك في معاناتك. الممرضات، رغم الضغوط، يقدمن كل ما لديهن ليكونوا "القلب والروح" للرعاية الصحية. فلنقدر جهودهن، ولنمنحهن الاحترام الذي يستحققنه، فهن حقًا "ملائكة الرحمة" التي تسعى لتخفيف آلامك وإعادة الأمل إلى قلبك).
أختك/ أم مريض
كاتبة صحفية